جامعة بابل والمجتمع

الحياة الجامعية حياة مختلفة إلى حد كبير عن المجتمع المدرسي من كافة النواحي العلمية والاجتماعية، وبعد دخول الطالب عالم الجامعة يعيش في اروقة جديدة على جميع المستويات ومنها ابجديات قاعة الدرس واساليب تلقي المحاضرة والتفاعل مع الاستاذ المحاضر والمداخلات والمناقشات.

إن الحياة الجامعية هي مرحلة من أروع المراحل ، ومن أكثرها أهمية، ومن أجملها حيوية ومتعة، وفيها أفضل فرص لبناء الذات وتزويدها بعوامل النجاح ، لذلك فإن الطالب الناجح، الذي يشعر بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه تجاه نفسه ومجتمعه وأمته، يهتم بهذه المرحلة الجامعية لبناء نفسه أولاً ،ومن أجل التميز والنجاح وصناعة الحياة الكريمة ثانياً، ولكن تبرز هنا مشكلة كبيرة في تأقلم الطالب مع الحياة الجديدة، والتأقلم لا علاقة له بالمستوى الدراسي أو جودة التحصيل قبل دخول للجامعة ، فالحياة الجامعية صفحة جديدة تبدأها عند انتقالك للجامعة، و في الغالب ستكون صداقات جديدة، وستتوفر لديك فرصة ممتازة لتغيير ما ترغب بتغيره من عاداتك السابقة.

ولحياة جامعية مثالية ينصح باتباع الخطوات التالية :

  • الزم القراءة في مجال تخصصك :
    أنت في المرحلة الجامعية الآن، وقد مضى زمن استقبال المعرفة من قبل الأستاذ، فأنت الآن مطالب ببناء المعرفة عبر القراءة والبحث والسؤال، فلا تعتمد على ما يقدمه الدكاترة المحاضرين، فهو بالتأكيد غير كاف وعليك بالبحث عن أفضل الكتب الجيدة في تخصصك و كن واثقا أنك بهذه الخطوة سيزيد رصيدك المعرفي بشكل كبير، مما يرتد عليك بالإيجاب طوال مسارك الجامعي.
  • الأولويات:
    الحياة الجامعية مُتشعبة، وبها العديد والعديد من الأنشطة والأشياء الجديدة على الطالب، مثل الأنشطة التي تقوم بها الجامعة من فريق جوالة أو رياضة معينة، وكذلك الحياة الاجتماعية ووجود عدد كبير جدًا من الأشخاص حولك تُريد التعرف عليه، وغيرها من الأشياء. وقد ترغب في فعل كل ذلك، ولكن بكل تأكيد لن يسمح لك الوقت بهذا.
    فيكون الحل هو وضع وترتيب الأولويات، فتُحدد ما هو الأهم ثُم يأتي بعدهِ المهم، وعليك التضحية ببعض من تلك الأشياء والرغبات، فمثلًا يأتي على رأس قائمة الأولويات حضور المحاضرات، وأداء كل ما هو مطلوب من واجبات والاستذكار، وبعدها تضع أكثر شيء مهم بالنسبة لكَ بالمقام الثاني. لذا، في كل الأحوال عليكَ التضحية ببعض الأشياء، فالانسياق والتَشتتُ وراء كل ذلك؛ سيبوء في النهاية بالفشل والإحباط لا محالة من ذلك.
  • تعلم اللغات الأجنبية :
    إن كنت لا تتقن لغة أجنبية واحدة على الأقل، فاعلم أنك لن تحقق الكثير سواء في مسيرتك الجامعية أو مسيرتك المهنية هذا إن نجحت، إذن فهذه فرصتك لتتعلمها قبل فوات الأوان، وبالتأكيد تأتي اللغة الإنجليزية على رأس قائمة الأولويات، فهي لغة العلم والعمل في عصرنا الحالي بدون منازع، وإن كنت تريد المزيد فننصحك باللغة التركية أيضاً.
  • كون علاقات جيدة مع الدكاترة
    بداية أيا ما كنت تعتقده في دكاترة الجامعة، فاعلم أنك تطمح قبل أي شيء إلى علامات أفضل التي بدونها لن تُفتح أمامك آفاق جيدة في دراستك العليا ومسارك الوظيفي، ومن ثمة فالحصول على علاقات طيبة مع الأساتذة المحاضرين هو في غاية الأهمية خاصة بالنسبة لتخصصات العلوم الإنسانية، حيث الجانب الذاتي يحضر بقوة في التقييم.
  • تعرف على أصدقاءك الجامعيين
    لا تنتظر زملاءك في الدراسة للتعارف معك، كن أنت المبادر وتعارف مع العديد ممن يشاطرونك التخصص، إذ بجانب صداقة بعضهم الرائعة التي ستكسبها، سيفيدونك كثيرا في دراستك الجامعية، فحاول أن تحصل على هؤلاء الأصدقاء الزملاء في الواقع وعلى الشبكات الاجتماعية، فأنت بحاجة إليهم لتكون مطلعا على متعلقات دراستك، كما ستجد مع بعضهم رفقة جد مفيدة في مسارك الجامعي.
  • خصص وقتاً للترفيه
    الحياة الجامعية ليست كلها دراسة وجد، فبالتأكيد تتخللها أوقات رائعة للترفيه مع الأصدقاء والاستمتاع بالرياضات المختلفة، والقيام برحلات ممتعة، وربما نسج علاقات عاطفية أيضا، إنها فترة تجارب ملهمة ستؤثث ذاكرتك طوال عمرك.
    بإمكانك القيام بكل ما ترغبه وما تستمتع به، المهم هو أن لا تنسى هدفك الرئيسي وهو دراستك الجامعية التي ستشكل مستقبلك مستقبلا، وأن لا تضيع وقتا في الأشياء التي لا تعود عليك بأي فائدة نفسية أو صحية أو معرفية.
    وأخيراً: إن الحياة الجامعية تعد من أهم مراحل الحياة لدى الطالب الجامعي لأنها تساهم في بناء شخصيته الانسانية في مختلف الجوانب بدرجة كبيرة وفاعلة بشرط ان يحصل الانسجام والتفاعل والفائدة بالنسبة للطالب داخل الحياة الجامعية التي تعتبر نموذجا مصغرا لحياته في المجتمع .